ما الذى نعنيه بوزن الإنترنت؟! هل للإنترنت وزن؟! هل سألت نفسك
مبدأياً عند تحميل مجموعة من الكتب الـ
Pdf على
القارئ الإلكترونى أو الهاتف الذكي هل يزيد وزنه؟ نظرياً نعم فوزن أى جهاز عند
تحميل المعلومات عليه يزيد بمقدار ضئيل جداً..
فالمعلومات المخزنة سواء على الهارد أو الفلاش أو أى وسيلة تخزين
رقمية تتكون من مجموعة من أرقام النظام الثنائي وهى الأصفار والآحاد، هذه الأرقام
رياضياً أشياء منطقية، ولكنها أيضاً أشياء حسية، فكل 1 أو 0 يعبر عنه من خلال شحنة
كهربائية بالمكثف وهو الجهاز المسئول عن الإحتفاظ بهذة الشحنة، ففى حالة شحنه فهو
يعبر عن الـ 1، وفى حالة عدم الشحن يعبر عن 0.
الطريقة الأولى: حبة الفراولة
شحنة المكثف والتى تعبر عن الـ 1 ما هى إلا مجموعة من الإلكترونات
حوالى 40.000 إلكترون والتى فعلياً تمتلك مقداراً من الوزن، بروفيسور من جامعة
بريكلى استنتج أنه عند إمتلاء القارئ الإلكترونى كيندل بالكتب فإن وزنه يزيد بمعدل
10-18 جرام وهو وزن يستحيل قياسه عمليا، فأدق
أداة قياس تم صنعها تقيس فقط لـ 10-9.
وبمعرفة عدد الخوادم الموجودة بالإنترنت والتى يصل عددها إلى 75-100
مليون خادم، ومعرفة مقدار الشحنة بكل خادم وضربها بعددهم نستطيع الحصول على وزن
الإنترنت والذى يقدر بـ 50 جرام من الإلكترونات المتحركة فقط، وطبقاً لموقع راسل فإن هذا العدد ربما يتضاعف
بإحتساب الأجهزة الشخصية والأجهزة الاخرى بالشبكة خلاف الخوادم.
50 "جرام هذه تعادل تقريباً حبة من الفراولة "
ولكن توجد طريقة أخرى أدق لا تعتمد على حساب وزن الطاقة التي تخدم
الإنترنت بل تحسب الوزن الفعلى للمعلومات على الإنترنت وهى طريقة معقدة قليلاً..
طريقة أدق
فى هذه الطريقة ليس المهم هو الإلكترونات أو الموجات اللاسلكية التى
يرسلها جهازك ولكن نمط الـ
Bits الذى
يصفها، شكل المعلومات فى أبسط صورها الرقمية الأصفار والآحاد، فعادة الإلكترونات
أو الموجات اللاسلكية التى يرسلها جهازك لا تذهب بعيداً فقط بضعة مئات من الأمتار
على الأكثر قبل أن يعاد تشكيلها من جهاز آخر بالشكبة، حتى عند إرسالك المعلومات
على صورة نبضات ضوئية عبر كابلات الفايبر لألآف الأميال بعيداً، فإنه يوجد كل 20
ميل “مكرر” للإشارة وهو جهاز يمتص الفوتونات القادمة ويقوم بإرسال فوتونات جديدة
أقوى للمكرر التالى.
"
المهم هو شكل البيانات من أصفار وآحاد "
السيارة والتصميم
من إحدى الطرق لتفهم ما سبق هو أن تتخيل أنني أملك سيارة والتي أريد
أن أعطيها لك، ولكنك بالغرابة التى تجعلك تعيش فى جزيرة نائية يستحيل الوصول إليها
عن طريق البحر أو الجو، لذا فأنا لا أستطيع أن أسلمك السيارة عن طريق شحنها إليك
مباشرة، لكن لحسن الحظ فإن جزيرتك بها الأدوات اللازمة والورش المُجهزة بجميع
الإمكانيات لبناء سيارة كذلك جميع قطع الغيار موجودة بالجزيرة.
لذا لإرسال السيارة إليك سأفعل التالى، سأقوم بفحص السيارة ومعرفة كل
جزء بها وعمل بعض التصاميم الموضحة لكل جزء بها بالتفصيل، والتى سأرسلها بعد ذلك
إليك عن طريق الفاكس، ثم تقوم أنت ببناء السيارة بإستخدام تلك المخططات والتصاميم،
ويالك من محظوظ لديك الآن سيارة جديدة تقودها عبر جزيرتك بكل سعادة، وهى بالفعل
سيارة حقيقية ملموسة تستطيع بالفعل معرفة وزنها.
فإن كان بإمكاننا إختبار وزن الـBits المعبرة عن جزء من معلومة والموجودة بذاكرة
الحاسب فنحن الآن بمنتصف الطريق لمعرفة وزن الإنترنت..
حساب وزن إيميل حجمه 50 كيلو بايت
ولإكتشاف الإجابة عن سؤالنا فنحتاج بعض الخلفية التقنية هنا، فبداخل
ذاكرة الحاسب يوجد ما يسمى بالمكثف وهو الذى يحمل الشحنة المعبرة عن الصفر أو
الواحد، فإذا كان المكثف مشحون فهو يعبر عن 1، وإن كان غير مشحون يعبر عن 0، كذلك
مقدار الشحنة للمكثف صغيرة جداً فهى عبارة عن 40.000 إلكترون.
حسناً دعنا نطبق ما عرفناه هنا على إيميل به بعض النصوص وملف وورد
مرفق، مثال على ذلك إرسال هذا المقال فى بريد إلكترونى، بريد مثل هذا يحتوى فى
المتوسط سيحتوى على 50 كيلو بايت، لأنه يوجد 8 بت فى البايت الواحد و 1024 بت فى
الكيلو بايت، حينها تحصل على إيميل به 409.600 بت، ليس كل البتس آحاد وإلا كان
بريداً مملاً! بالمتوسط فإن نصف البتس ستكون آحاد والنصف الآخر أصفار، لذا فلدينا
هنا 204.800 من الـ 1 تحتاج للتخزين بالمكثفات والذى يتطلب 8 بيليون إلكترون
للتخزين، كل إلكترون يزن 2*10-30 باوند.
بحسبة بسيطة تجد أن إيميل مساحته 50 كيلوبايت يزن 2 من 10 ألآف
كيدريليون من الأونص (الأونص جزء من الباوند يزن تقريباً 28 جرام) وهو ما يعادل 21
ألف ذرة من مادة الرصاص قد يبدو الرقم كبيراً ولكنه فى الواقع حجم صغير جداً
فالأونص الواحد يحتوى على 82 ميليون كيدراليون ذرة رصاص.
الإنترنت تزن …
ولكن هذا وزن إيميل واحد فقط فما حجم الإنترنت كله؟ صفحات الويب،
الفيديوهات، الصور، المقاطع الصوتية، كل شيئ عبر الشبكة، ليس من السهل معرفة ذلك
صحيح، لكن حدث وأن استنتج من قبل إريك شميت الرئيس التنفيذى السابق لشركة جوجل حجم
الإنترنت، وتوصل أن حجم الإنترنت يصل إلى 5 ميليون تيرا بايت (وهو رقم يتضاعف كل
خمس سنوات) هذا فقط حجم المعلومات على الإنترنت.
بنفس منطق حساب وزن إيميل حجمه 50 كيلوبايت على هذا الرقم المعبر
حينها عن حجم كل الإنترنت سنجد أن حجم الإنترنت، حجم كل فيديو وصورة وكل كلمة
كتبتها كل منشور تنشره كما تعرفه على الشبكة وكل إيميل ترسله كل ملف وورد ترسله
عبر الإنترنت وكل شيئ على الشبكة يصل حجمه إلى هذا الرقم:
0.2 من مليون من الأونص!! أى ما يعادل 5.6 من مليون من الجرام أى انه مع
الأخذ فى الإعتبار نظرية تضاعف الحجم كل 5 سنوات، فلكى يصل وزن الإنترنت لجرام
واحد نحتاج 446 ألف عام تقريبا…
يمكنك الآن رفع كل ما تريد وتحميل ما تريد أياً كانت سرعة الإنترنت
عندك، فكل بياناتك الرقمية لا شيء يذكر بالنسبة لوزن الإنترنت..
0 التعليقات :
إرسال تعليق